تشهد الأسواق العالمية حالة من الارتباك مع تصاعد المخاوف من إغلاق حكومي أمريكي وشيك، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى زيادة مشترياتهم من الذهب باعتباره الملاذ الآمن الأول في أوقات الأزمات.
قفزات قياسية للذهب
سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا تاريخيًا خلال سبتمبر 2025، حيث صعدت الأونصة من 3430 دولارًا في بداية الشهر إلى 3866 دولارًا حاليًا، بزيادة قدرها 436 دولارًا تعادل 12.7%، وعلى المستوى المحلي، ارتفع جرام الذهب عيار 21 من 4685 جنيهًا إلى 5170 جنيهًا، بزيادة 485 جنيهًا خلال نفس الفترة.
الإغلاق الحكومي يسرع وتيرة الصعود
قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إن الإغلاق الحكومي الأمريكي المحتمل يعد من أخطر الملفات المؤثرة على الأسواق، مشيرًا إلى أنه ‘يزيد من حدة عدم اليقين ويدفع المستثمرين عالميًا للتحوط بالذهب، خاصة مع تراجع الدولار وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية’.
وأضاف واصف أن الأسعار الأخيرة تعكس تداخل عدة عوامل، أبرزها قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة 50 نقطة أساس يوم 17 سبتمبر، بالإضافة إلى الأزمة السياسية الأمريكية التي أعطت الذهب ‘وقودًا إضافيًا’ للصعود.
تاريخ يعيد نفسه بزخم أكبر
أوضح واصف أن الذهب كان يستفيد تاريخيًا من أزمات الإغلاق الحكومي، لكن المشهد الحالي مختلف نظرًا لوجود تراكم عوامل داعمة، مثل تباطؤ الاقتصاد العالمي، وزيادة مشتريات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار.
وتابع: ‘إذا استمرت هذه الأجواء، فإن الوصول إلى 4000 دولار للأونصة لم يعد أمرًا بعيد المنال’.
انعكاسات على السوق المصرية
أكد واصف أن السوق المحلية تسير دائمًا على خطى الأسعار العالمية، موضحًا أن ‘قرار البنك المركزي المصري بخفض الفائدة 200 نقطة أساس لم يكن له أثر مباشر على السوق المحلية، لأن المرجعية الأساسية تظل الأونصة العالمية’.
وأضاف أن أي تصعيد في الأزمة الأمريكية سينعكس فورًا على الأسعار في مصر، مع توقعات بزيادات جديدة خلال الفترة المقبلة.
يرى واصف أن الأزمة السياسية في الولايات المتحدة، ممثلة في احتمال الإغلاق الحكومي، تعزز من صعود الذهب عالميًا ومحليًا، لتضع المعدن النفيس على أعتاب مستويات تاريخية غير مسبوقة، مدعومًا بالطلب الاستثماري القوي والتحوط من المخاطر الاقتصادية.