

هاي كورة (رأي خاص بالصحفي توماس رونسيرو – As)
صباح مدريدي مختلف بدأ بابتسامة من إنجازات كارلوس ألكاراز في طوكيو، المورسي العاشق للريال، والذي أعاد الأمل بعد صدمة الديربي.
ولعلّ الذكرى العشرون لافتتاح فالديبيباس جعلتني أستعيد تلك اللحظة التي وضع فيها كارباخال الحجر الأول بجانب الأسطورة دي ستيفانو.
كل ذلك منحني شعورًا بأن الليل سيحمل نهاية سعيدة، وهو ما حدث بالفعل.
لكن القصة الكبرى هذا المساء اسمها كيليان مبابي، الفرنسي يلعب وكأنه نسخة جديدة من كريستيانو رونالدو، سرعة قاتلة، إنهاء مدهش، وثقة لا تهتز.
هاتريك جديد في دوري الأبطال، بأهداف متنوعة بين لمسة عبقرية وتسديدة صاروخية، يضعه في قائمة العظماء إلى جانب راؤول ورونالدو وبنزيمة.
13 هدفًا في 9 مباريات فقط، وخمسة منها في 180 دقيقة من دوري الأبطال.
إذا أبعدت عنه الإصابات، فلا شك أن الكرة الذهبية و”الأفضل” 2026 ستكونا باسمه.
ولم يكن مبابي وحده نجم الليلة، فـ رودريغو دخل بديلًا وصنع الفارق بروح قتالية ولمسات ساحرة أعادت للأذهان أهميته في البطولتين 14 و15، هذا الفتى يستحق أكثر من مجرد دقائق معدودة.
أما الذاكرة المدريدية، فقد عادت إلى 30 سبتمبر 1987، حين صمت جحيم سان باولو بهدف بيوتراجينيو في شباك مارادونا ونابولي، مشهد يعيدني مباشرة إلى لمسة مبابي في الهدف الثاني الليلة، تاريخ يتكرر، وأسماء تتوارث العبقرية.
وأخيرًا، أهدي هذا الفوز إلى كل عاشق مدريدي، إلى غابي في عيده التاسع والأربعين، إلى الأطفال الذين شبّوا على عشق الأبيض، وإلى روح “راؤوليتو” الذي رحل مبكرًا وسيحتفل بالنصر من السماء، ما حدث في الميتروبوليتانو صار من الماضي، والريال دائمًا يعود.