في ظل تصاعد الصراع بغزة، ازداد الضغط الشعبي داخل الاحتلال الإسرائيلي، حيث خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع مطالبين حكومتهم باتخاذ خطوات فورية منها وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين وإنهاء المعاناة التي طالت الجميع، وذلك بعد يوم من تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي أشار فيها بقرب التوصل إلى صفقة سلام جديدة.
تظاهرات في تل أبيب ومدن إسرائيلية
شهدت تل أبيب مظاهرات حاشدة، حيث اجتمع المحتجون أمام المباني الحكومية والشوارع الرئيسية حاملين لافتات تطالب بـ«إعادة المحتجزين وإنهاء الحرب»، ولم تقتصر الاحتجاجات على العاصمة، بل امتدت إلى مدن أخرى.
كما انطلقت مسيرة أخرى وصلت إلى منزل وزير الخارجية، جدعون ساعر، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية بعض من المتظاهرين.
كما وجهت عائلات المحتجزين اتهامات لاذعة إلى رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وقالت بعض العائلات إنه يعمل على إحباط أي اتفاق لوقف إطلاق النار، محملة إياه مسؤولية استمرار الأزمة، وفقًا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وخاطب أحد أفراد العائلات نتنياهو: «لا تعد من الولايات المتحدة قبل أن تعيد باقي الأسرى».
كما اتهم أحد الأفراد نتنياهو بـ«التخلي عن المحتجزين»، والعمل على السيطرة على الأجهزة الأمنية، وبالأخص جهاز الشاباك، وذلك بعدما رشح نتنياهو ضابطًا يُدعى زيني ليحل محل رونين بار، الذي اتهم نتنياهو بأنه أحبط صفقة لوقف النار.
كما اتهم منتدى الرهائن نتنياهو بأنه اختار توسيع نطاق القتال وإفشال الاتفاقات، بدل السعي لتحقيق تنازلات للعودة إلى السلام.
اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين نتنياهو
كما اندلعت اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لنتنياهو، في عدة مواقع من الاحتجاجات، حيث شهدت محاولات دهس وتعدي على الممتلكات.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن نشطاء من اليمين المتطرف هاجموا المتظاهرين المناهضين للحكومة، وهددوهم واقتحموا سياراتهم الخاصة، في مشهد يعكس الانقسام الداخلي العميق داخل المجتمع الإسرائيلي حول سياسات الحكومة واستمرار الحرب في غزة.
خطة وقف النار المقترحة والتصادم مع مواقف نتنياهو
ووفقًا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن خطة ترامب تقترح عدة عناصر بارزة منها، إبقاء الفلسطينيين في غزة خلال فترة التهدئة، وترتيب آليات لتولي السلطة الفلسطينية زمام الأمور في القطاع.
لكن هذا البند يصطدم بتصريحات نتنياهو التي نفت أي تنازل عن السيطرة الإسرائيلية أو السماح لحماس أو السلطة الفلسطينية بإدارة غزة بحرية.