
سندس الصاوي
سندس الصاوي
منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم عام 2014، شعرت أن مصر تدخل مرحلة جديدة لم يسبق أن عشناها من قبل. لم يكن الأمر مجرد انتقال سياسي، بل بداية مشروع ضخم لإعادة بناء الدولة وصناعة مستقبل مختلف.
كواحدة من أبناء هذا الوطن، لمست أن الهدف لم يكن إدارة يومية، بل إعادة صياغة شاملة لمكانة مصر داخليًا وخارجيًا. وأدركت أن بلدي بما لها من حضارة وتاريخ وقوة بشرية، تستحق أن تكون في الصفوف الأولى من بين الأمم، وأن هذه المكانة تُصنع بالصبر والعمل والإصرار.
مصر التي تعيد صياغة دورها
ما يميز هذه الحقبة أن السياسة المصرية لم تعد تدار بروتين الماضي، بل بفكر جديد يسعى لتوسيع الأفق وبناء شراكات متوازنة. رأيت بنفسي كيف تحركت بلدي بثبات لتفتح أبواب التعاون مع الجميع: من الولايات المتحدة إلى روسيا والصين والهند، ومن أوروبا إلى دول الجنوب، دون أن تُحاصر نفسها في محور واحد.كل خطوة كانت رسالة أن مصر تتحرك بتخطيط محكم من أجل رفعتها، وهذا جعلني أشعر أن صوتنا أصبح أوضح وأقوى.
الاقتصاد.. لغة الحاضر والمستقبل
تعلمت أن قوة أي دولة اليوم لا تقتصر على جيوشها فقط، بل في قدرتها على النمو والاندماج مع الاقتصاد العالمي. هنا وجدت أن مصر ربطت سياستها الخارجية برؤية تنموية طموحة مثل “رؤية مصر 2030″، فصار الاستثمار والطاقة والبنية التحتية جزءًا من صورتنا الجديدة. وأكثر ما جعلني أشعر بالفخر أن مصر أصبحت مركزًا إقليميًا للطاقة بفضل “منتدى غاز شرق المتوسط”، وهو إنجاز جعل العالم يعترف بدورنا.
انطلاقة إفريقية وعربية
لمست أيضًا عودة قوية لمصر نحو إفريقيا والعالم العربي. فعندما ترأست مصر الاتحاد الإفريقي عام 2019، أحسست أن بلدي استعادت مكانتها الطبيعية. وفي قضية سد النهضة، تابعت كيف دافعت القيادة بحزم عن حقوقنا المائية مع التمسك بالحوار، وهو ما يعكس عقلانية ومسؤولية. وعلى المستوى العربي، تأكدت أن أمننا القومي مرتبط بأمن أشقائنا، سواء في ليبيا أو السودان، بينما ظل دعمنا التاريخي للقضية الفلسطينية ثابتًا بلا تغيير.
حضور عالمي أفتخر به
اليوم وأنا أتابع الأخبار العالمية، أشعر أن اسم مصر حاضر في كل مكان. من قمة المناخ COP27 إلى الانضمام للبريكس والمشاركة في قمم العشرين، بات صوت بلدي مسموعًا في قضايا العالم الكبرى. هذه الصورة تجعلني فخورة أنني أنتمي لدولة بحجم مصر فإنها الآن وتحت القيادة السياسية الحكيمة لم تعد تنتظر قرارات الآخرين، بل تساهم في صناعتها.
فخر الانتماء
في النهاية، أرى أن ما يحدث لم يكن مجرد دبلوماسية أو مشاريع اقتصادية، بل هو إعادة بناء شاملة لدولة بحجم مصر. سياسة جمعت بين الحزم والمرونة، بين التمسك بالثوابت وفتح أبواب المستقبل. أنا اليوم أعيش في مصر بثوب جديد، لقد أثبتت مصرفي السنوات الماضية لم تعد تكتفي بدور المتفرج بما يجري من حولها بل باتت أكثر قدرة وقوة وأكثر تأثيرًا في محيطها والعالم. اصبحت من صناع التوازنات الإقليمية والدولية وهو ما يليق بدولة بحجمها وتاريخها ويؤكد للعالم أن القيادة الحكيمة حين تمتلك رؤية واضحة فانها قادرة علي تحول التحديات الي فرص وهذا يجعلني أقول بصدق: أنا فخورة ببلدي، فخورة أنني أرى مصر تستعيد قوتها وتصنع مكانتها من جديد
