هاي كورة – تحول إريك غارسيا من لاعبٍ غير مرغوب فيه تحت قيادة فليك إلى قائد حقيقي بين عشية وضحاها، وذلك بفضل تواضعه، عمله الهادئ، وقدرته على استغلال كل فرصة.
رغم هزيمة برشلونة أمام باريس سان جيرمان، فإن المدافع الكتالوني لم يُخيب الآمال عندما أشركه المدرب الألماني في مركز قلب الدفاع للمرة الرابعة هذا الموسم، ليقود الفريق بجانب كوندي، كوبارسي وجيرارد مارتن.
لعب غارسيا ضد فريقٍ يضم أحد أكبر مشجعيه، المدرب السابق لويس إنريكي، وأظهر ثقة كبيرة وأداءً رائعًا رغم أن زميله كوبارسي كان الأقل خبرة بسبب إصابة الركبة.
ساهم غارسيا في إيقاف هجوم باريس المكثف، ونجح في التحكم بالكرة وتنظيم خط الدفاع طوال المباراة، مع تسجيل أعلى نسبة نجاح في التمريرات (92.73%) وتمرير ثلاث كرات مهمة إلى الثلث الأخير من الملعب.
في الدفاع، كان إريك الأفضل في المواجهات الثنائية بنسبة نجاح 60%، ناجحًا في الكرات الهوائية بنسبة 100%، واعترض تمريرات الفريق المنافس أربع مرات، واستعاد الكرة عشر مرات.
كما قدم تمريرات عمودية متقنة وساهم في بناء الهجمات، وأظهر قدرة على الركض للخلف عندما ضغط باريس سان جيرمان بقوة في الشوط الثاني.
على الرغم من استبداله بكريستنسن في النهاية، أكد غارسيا أنه جاهز لمواجهة إشبيلية نهاية هذا الأسبوع، رغم شعوره بشد في عضلة الساق.
أرقام مذهلة وأدوار متعددة
هذا الموسم، لعب غارسيا خمس مباريات في قلب الدفاع، ثلاثًا على الجناح الأيمن، ومباراة واحدة على اليسار، محققًا 642 دقيقة في مركزه المثالي، مع معدل تمريرات ناجحة 90%، و10.24 تمريرة ناجحة إلى الثلث الأخير لكل مباراة.
بالرغم من قصر طوله نسبيًا مقارنة بزملائه، يظل أحد أبرز اللاعبين في تشتيت الكرات والمواجهات الدفاعية.
القيادة المصنوعة في لا ماسيا
نشأ غارسيا في أكاديمية لا ماسيا، وقاد جميع فرق الشباب التي لعب فيها، قبل انتقاله إلى مانشستر سيتي والعودة لبرشلونة، ليصبح الآن مرجعًا دفاعيًا بلا شارة قيادة رسمية، مؤكدًا: “الأفضل لم يأتِ بعد”.
إريك غارسيا اليوم ليس مجرد مدافع، بل قائد خفي يثبت أن القيادة لا تحتاج دائمًا لشارة على الذراع، بل لأداء واحترافية وإصرار في كل دقيقة على أرض الملعب.
